Total Pageviews

نزول القرآن جملة

نزول القرآن جملة


كيفيته :
نزول القرآن من الأمور الغيبيات التي لا يجوز القول فيها إلا بدليل من الكتاب أو السنة، ولا نعرف نصا خاصا في كيفية هذا النزول، وإنما وردت النصوص العامة في بيان كيفية وحي الله إلى ملائكة.

الدليل عليه :
1) شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ 
  (البقرة : ۱٨٥ )
2) إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ﴿١ (القدر:۱)
3) إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ ۚ  (الدخان:۳)
والمراد بالنزول في هذه الآيات ، فالليلة المباركة هي ليلة القدر من شهر رمضان.

وللعلماء مذهبان أساسيان :
المذهب الأول
     وهو الذي قال به ابن عباس وعليه جمهور العلماء.
     وهو القول الراجح.
     أن للقرآن الكريم نزولين.
·              النزول الأول : نزوله جملة واحدة من اللوح المحفوظ في السماء السابعة إلى بيت العزة من السماء الدنيا.
·              والنزول الثاني : نزوله بعد ذلك منجما على الرسول صلى الله عليه وسلم في ثلاث وعشرين سنة حسب الوقائع والأحداث منذ بعثته إلى أن توفي صلوات الله وسلامه عليه، حيث أقام  في مكة بعد البعثة ثلاث عشرة سنة ، وبالمدينة بعد الهجرة عشرة سنوات.
روايات عن ابن عباس :
1)             عن ابن عباس قال : (( أنزل القرآن جملة واحدة إلى السماء الدنيا ليلة القدر. ثم أنزل بعد ذلك في عشرين سنة ، ثم قرأ :
وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا ﴿٣٣ (الفرقان :٣۳)
وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَىٰ مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلًا﴿١٠٦ (الإسراء :۱٠٦)

2)            وعن ابن عباس رضى الله عنهما قال : ( فصل القرآن من الذكر فوضع في بيت العزة من السماء الدنيا ، فجعل جبريل ينزل به على النبي صلى الله عليه وسلم) رواه الحاكم

3)            وعن ابن عباس رضى الله عنهما قال : ( أنزل القرآن جملة واحدة إلى سماء الدنيا، وكان بمواقع النجوم ، وكان الله ينزله على رسوله صلى الله عليه وسلم بعضه في إثر بعض ) رواه الحاكم والبيهقي

4)            وعن ابن عباس رضى الله عنهما قال : ( أنزل القرآن في ليلة القدر في شهر رمضان إلى سماء الدنيا جملة واحدة ، ثم أنزل نجوما ) رواه الطبراني

      فهذه الأحاديث كلها موقوفة على ابن عباس وأغلب أسانيدها صحيحة.

المذهب الثاني
     وقال به الشعبي ومحمد بن إسحاق
·              ابتداء نزوله على رسول الله
·              أن للقرآن نزولا واحدا بدأ ليلة القدر وهي ليلة مباركة في شهر رمضان.
·              ثم نزل بعد ذلك منجما في أوقات مختلفة حسب الوقائع والأحداث في قرابة ثلاث وعشرين سنة.
·              فليس للقرآن إلا نزول واحد منجم على الرسول صلى الله عليه وسلم ، لأن هذا هو الذي جاء به القرآن :
وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَىٰ مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلًا﴿١٠٦ (الإسراء :۱٠٦)

واسطته :
     من الأمور الغيبية التي لم أجد نصا صحيحا صريحا في بيانها، ولكن جبريل عليه السلام المواكل بالوحي كما قال تعالى :
قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَىٰ لِلْمُسْلِمِينَ ﴿١٠٢ (النحل :۱٠٢)
نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ ﴿١٩٣ عَلَىٰ قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ ﴿١٩٤ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ ﴿١٩٥
 ( الشعراء : ۱۹٣–۱۹٥ )

مدته :
أما المدة التي تم فيها النزول الأول نزول القرآن الكريم جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة في السماء الدنيا فهي ليلة واحدة ، هي ليلة القدر ، وهي ليلة مباركة من شهر رمضان.

اختصاص القرآن الكريم بالنزول الأول :
·              وهو النزول من اللوح المحفوظ في السماء السابعة إلى بيت العزة في السماء الدنيا.
·              وذلك أن الكتب السابقة كانت تنزل جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى الأنبياء إلا القرآن الكريم.

المصادر و المراجع

۱) القطان ، مناع (٢٠٠٠م) مباحث في علوم القرآن ، الطبعة الثالثة ، الرياض ، مكتبة المعارف ، ص۱٠٠–۱٠٤.
۲) الرومي ، أ.د/ فهد بن عبد الرحمن بن سليمان (۱٤۲٦ه) دراسات في علوم القرآن الكريم ، ط۱٤ ، الرياض ، فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية ، ص٢۱٨–٢٢٣.
٣) عبد الكريم توري و رابعة العدوية بنت محمد (٢٠۱٣م) فيض الرحمن في بيان علوم القرآن ، ط۱ ، الماليزي ، وحدة النشر جامعة العلوم الإسلامية الماليزية.


No comments:

Post a Comment