Total Pageviews

نزول القرآن منجما

نزول القرآن منجما

كيفيته :
 أن القرآن كله نزل بالوحي الجالي ، ولم ينزل منه شيء بالمنام أو الإلهام أو التكليم بلا واسطة.

واسطته :
 نزل القرآن كله بواسطة جبريل عليه السلام، كما قال الله سبحانه وتعالى :
نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ ﴿١٩٣ عَلَىٰ قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ ﴿١٩٤ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ ﴿١٩٥۱ 
وقوله تعالى : قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ٢

الدليل عليه :
۱) وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَىٰ مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلًا﴿١٠٦٣

٢) وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً ۚ كَذَٰلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ ۖوَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا ﴿٣٢٤

٣) وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿١٩٢ نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ ﴿١٩٣ عَلَىٰ قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ ﴿١٩٤ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ ﴿١٩٥٥

٤) قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَىٰ لِلْمُسْلِمِينَ ﴿١٠٢٦
                 فالمراد بالكلمة "نزّل" و "تنزيل" للدلالة على أن القرآن نزل على سبيل التدرج والتنجيم.

مقادير النازل منه :
ليس هناك مقدار ثابت لما ينزل من القرآن في كل مرة.

قد ينزل بالنسبة للآيات :
                 القرآن كان ينزل بحسب الحاجة خمس آيات وعشر آيات وأكثر وأقل، وقد صح نزول العشر آيات في قصة الإفك جملة، صح نزول عشر آيات في أول المؤمنين جملة.٧
                 والغالب نزل القرآن خمس آيات وعشر آيات.
۱) وما رواه أبو خلدة عن أبي العالية قال : قال عمر رضي الله عنه : تعلموا القرآن خمسا خمسا فإن جبريل عليه السلام نزل بالقرآن على النبي صلى الله عليه وسلم خمسا خمسا.٨

٢) وقال أبو العالية : تعلموا القرآن خمس آيات فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأخذه من جبريل خمسا خمسا.۹ 

وقد ينزل بالنسبة قصار السور :
كان ينزل جملة واحدة كالفاتحة والمعوذات، ومنها ما ينزل مفرقا كسورة العلق والمدثر والضحى.

وقد ينزل بالنسبة طوال السور :
ينزل سورة الأنعام جملة واحدة. كما روي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال : ( نرلت سورة الأنعام بمكة ليلا جملة ، ونزل معها سبعون ألف ملك يجأرون حولها بالتسبيح )۱٠

مدته :
                 هناك اختلف في مدة نزول القرآن منجما على الرسول صلى الله عليه وسلم تبعا للاختلاف في مدة بعثة الرسول وهو في مكة ،
فقيل : عشرون سنة
وقيل : ثلاث وعشرون سنة
وقيل : خمس وعشرون سنة
·  وروى البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : ( بعث رسول الله لأربعين سنة، فمكث بمكة ثلاث عشرة سنة يوحى إليه، ثم أمر بالهجرة، فهاجر عشر سنين ، ومات وهو ابن ثلاث وستين ).۱۱
·  وروى عن عائشة وابن عباس رضي الله عنهما قالا : ( لبث النبي صلى الله عليه وسلم بمكة عشر سنين ينزل عليه القرآن، بالمدينة عشرا ).۱۲

                 وقد نزل القرآن منجما في ثلاث وعشرين سنة منها:
ثلاث عشرة بمكة ، وعشر بالمدينة. فهذا الرأي الراجح.

الهوامش :
۱ (الشعراء:۱۹۳–۱۹٥)
٢ (النحل :۱٠٢)
٣ (الإسراء :۱٠٦)   
٤ (الفرقان :۳۲)  
٥ (الشعراء :۱۹۲–۱۹٥)
٦ (النحل :۱٠۲) 
٧ مناع القطان ، مباحث في علوم القرآن ، ط٣ ، ص۱٠٧.
٨ شعب الإيمان : البيهقي، ج٤، ص٥۱٣.
۹ المرجع السابق ، ج٤ ، ص٥۱۲.
۱٠ المعجم الكبير : الطبراني ، ج۱۲ ، ص۱٦٦ رقم ۱۲۹٣.
۱۱ صحيح البخاري ، ج٤، ص۲٥٣.
۱۲ صحيح البخاري ، ج٦، ص۹٦.

المصادر و المراجع :
۱) القطان ، مناع (٢٠٠٠م) مباحث في علوم القرآن ، الطبعة الثالثة ، الرياض ، مكتبة المعارف ، ص۱٠٥–۱٠٧.
۲) الرومي ، أ.د/ فهد بن عبد الرحمن بن سليمان (۱٤۲٦ه) دراسات في علوم القرآن الكريم ، ط۱٤ ، الرياض ، فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية ، ص٢٢٣–٢٢٧.


No comments:

Post a Comment